ليختاروا من يشاؤون؟
قال: نعم ولا زلت على ذلك وسأبقى على ذلك إن شاء الله!
قلت: فكيف توفق بين القولين: اختيار الله واختيار الناس بالشورى؟
قال: بما أن المسلمين اختاروا أبا بكر فقد اختاره الله!
قلت: أنزل عليهم الوحي في السقيفة يدلهم على اختيار الخليفة؟
قال: أستغفر الله ليس هناك وحي بعد محمد كما يعتقد الشيعة! (والشيعة كما هو معروف لا يعتقدون بهذا وإنما هي تهمة الصقها بهم أعداؤهم).
قلت: دعنا من الشيعة وأباطيلهم، واقنعنا بما عندك! كيف علمت بأن الله اختار أبا بكر؟
قال: لو أراد الله خلاف ذلك لما تمكن المسلمون، ولا العالمون خلاف ما يريده الله تعالى؟
عرفت حينئذ أن هؤلاء لا يفكرون ولا يتدبرون القرآن، وعلى رأيهم سوف لن تستقيم أية نظرية فلسفية أو علمية.
وهذا يذكرني بقصة أخرى كنت أمشي مع صديق في حديقة كان بها نخل كثير وكنت أحدثه في القضاء والقدر فسقطت فوق رأسي تمرة ناضجة أخذتها من فوق الحشائش لأكلها وضعتها في في.
تعجب صديقي قائلا: لا تأكل إلا ما كتبه الله لك! هذه التمرة سقطت باسمك قلت: ما دمت تؤمن بأنها مكتوبة فسوف لن آكلها. ولفضتها.
قال: سبحان الله! إذا كان الشئ غير مكتوب لك يخرجه الله حتى من بطنك قلت: إذا سآكلها والتقطتها من جديد لأثبت له بأني مخير في أكلها أو تركها بقي صديقي يرقبني حتى مضغتها وابتلعتها، عند ذلك قال: هي والله كاتبة لك (يقصد كتبها الله إليك)، وانتصر علي بتلك الطريقة لأنه لا يمكن لي بعد، أن أخرج التمرة من جوفي.