فأهل السنة يعنون به الخلفاء الأربعة، أما الشيعة فيعنون به الأئمة الاثني عشر ابتداء من علي بن أبي طالب وانتهاء بالمهدي محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام).
أو كقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
" الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش ".
فالشيعة يعنون به الأئمة الاثني عشر من أهل البيت (عليهم السلام) بينما لا يجد أهل السنة والجماعة تفسيرا شافيا لهذا الحديث وقد اختلفوا حتى في الأحداث التاريخية التي تتعلق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما هو الحال في يوم مولده الشريف إذ يحتفل أهل السنة بالمولد النبوي الشريف يوم الثاني عشر من ربيع الأول في حين يحتفل الشيعة في اليوم السابع عشر من نفس الشهر.
ولعمري إن هذا الاختلاف في السنة النبوية أمر طبيعي لا مفر منه إذا لم يكن هناك مرجع يرجع إليه الجميع ويكون حكمه نافذا، ورأيه مقبولا لدى الجميع كما كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كان يقطع دابر الخلاف ويحسم النزاع ويحكم بما أراه الله فيسلمون ولو كان في أنفسهم حرج، وإن وجود مثل هذا الشخص ضروري في حياة الأمة وعلى طول مداها! هكذا يحكم العقل ولا يمكن أن يغفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك وهو يعلم بأن أمته ستتأول كلام الله من بعده، فكان لزاما عليه أن يحضر لها معلما قادرا ليقودها إلى الجادة إذا ما حاولت الانحراف عن الصراط المستقيم، وقد هيأ بالفعل لأمته قائدا عظيما بذل كل جهوده في تربيته وتعليمه منذ ولد إلى أن بلغ الكمال وصار منه بمنزلة هارون من موسى، فأوكل إليه هذه المهمة النبيلة بقوله:
" أنا أقاتلهم على تنزيل القرآن وأنت تقاتلهم على تأويله " (1).