للشهادة بها على مسمع ومرأى من الناس.
وانظر كيف كانت طريقة إحياء هذه الذكرى المباركة وما فيها من الحكمة البالغة لإقامة الحجة على المسلمين من حضر منهم الواقعة ومن لم يحضر، فلو قال الإمام: أيها الناس لقد أوصى بي رسول الله في غدير خم على الخلافة، لما كان لذلك وقعا في نفوس الحاضرين ولاحتجوا عليه عن سكوته طوال تلك المدة.
ولكنه لما قال: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله يقول ما قال يوم غدير خم، إلا قام فشهد، فكانت الحادثة منقولة بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على لسان ثلاثين صحابيا منهم ستة عشر بدريا وبذلك قطع الإمام الطريق على المكذبين والمشككين وعلى المحتجين عن سكوته طوال تلك المدة، لأن في سكوت هؤلاء الثلاثين معه وهم من عظماء الصحابة لدليل كبير على خطورة الموقف وعلى أن السكوت فيه مصلحة الإسلام كما لا يخفى.