تخضلوني، فإن تممتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم، فأنا الحسين بن علي وبأن فاطمة بنت رسول الله نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم فلكم في أسوة، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم من أعناقكم بيعتي فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم بن عقيل، والمغرور من اغتر بكم فحظكم أخطأتم ونصيبكم ضيعتم، والسلام " (1).
ثم خطب خطبة أخرى فقال: " إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت جدا فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الخق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما " (2).
8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقص نفسه كلمات واضحة يفهمها من يقرأها، تستعصي على التزوير لكن يد الغش والخيانة أخفت كل شئ وزورت كل شئ، ونشأت أجيال وأجيال لا تعرف من ذكرى الحسين إلا أنه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنه خرج يطلب الملك والإمارة فخذله المسلمون (2) البداية والنهاية لابن كثير 4 / 730.