ثم يناقص نفسه، ويتخبط ويواصل الشتم والسب، ويقول:
" للشيعة والروافض في صفة مصرع الحسين كذب كثير وأخبار باطلة وفي ما ذكرناه كفاية، وفي بعض أوردنا نظر، ولولا أن ابن جرير وغيره من الحفاظ ذكروا ما سقته وأكثره من رواية أبي مختف لوط بن يحيى، وقد كان مسلما شيعيا وهو ضعيف الحديث عند الأئمة، ولكنه أخباري حافظ عنده من هذه الأشياء ما ليس عند غيره. ثم يقول: " وقد أسرف الرافضة في دولة بني بويه فكانت الدبادب تضرب بغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء " الخ..
" وقد عاكس الرافضة والشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام فكانوا يوم عاشوراء يطبخون ويغتسلون ويتطيبون ويلبسون أفخر ثيابهم، ويتخذون ذلك اليوم عيدا يصنعون فيه أنواع الأطعمة ويظهرون فيه السرور والفرح يريدون بذلك عناد الروافض ومعاكستهم " (1).
إذا الشيخ ابن كثير يقر ويعترف أن أجهزة الدعاية الأموية قلبت الحقائق وحولت يوم الكارثة إلى يوم عيد وسرور، وهو الذي ما زال متداولا إلى يومنا هذا. ويمضي الرجل يكشف على استحياء دخيلة نفسه فيقول: " وقد تأول عليه من قتله أنه جاء ليفرق كلمة المسلمين بعد اجتماعها وليخلع من بايعه من الناس واجتمعوا عليه فقد ورد في صحيح مسلم الحديث بالزجر عن ذلك والتحذير منه والتوعد عليه ".
عفوا، أيها الشيخ، يبدو أن " خطأ " الإمام الحسين عليه السلام أنه