متابعته وقول كلمة الحق فيه، ومن أولئك الذين أرادوا استتباب الأمر لبني أمية وظنوا أن قضية آل البيت قد طويت وانتهت فلما أعلن الحسين ثورته وخط كلمة الحق بدمائه على الأرض، وفي السماء بل وفي الكون كله، لجأوا مرة أخرى إلى الكتمان والتزييف لعل الناس ينسون، ولكن هيهات هيهات.
هكذا وصل الركب إلى محط رحاله الأخير.. إلى كربلاء، حيث أذن الله أن يستقر الجسد الطاهر لأبي عبد الله الحسين ويبقى شاهدا لكل القيم التي جاء بها محمد بن عبد الله وأورثها المصطفين من عباد الله من آل محمد إماما وراء إمام، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين. ويبقى أيضا هذا الجسد الطاهر شاهدا على الذين " نقضوا غزلهم من بعد " قوة أنكاثا واتبعوا سنن من قبلهم شبرا بشير وذراعا بذراع، أراد الله أن يستقر الجسد الطاهر لأبي عبد الله الحسين عليه السلام في هذا المكان شاهدا على فضيحة بني أمية ومن مهدوا لهم ومن ساروا على دربهم من المزورين ومن الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ومكروا مكرا ومكر الله بهم مكرا وهم لا يشعرون، هم قد خططوا لقتل أبي عبد الله الحسين في صمت كما قتل الحسن سلام الله عليه من دون أن يعرف التاريخ قاتله، وهذا ما أكد عليه أبو عبد الله في حواراته المختلفة. وكان الحسين يعلم أن الأجل لا مفر منه، ولذا كان يتمثل بأبيات الشاعر:
* أذل الحياة وذل الممات وكلا أراه طعاما وبيلا *