خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١١٦
* الفصل الرابع - تنفيذ الانقلاب.
1 - إن أنباء المواجهة التي جرت في حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله بين قائد الانقلاب عمر بن الخطاب ومن والاه من جهة، وبين النبي ومن والاه من جهة أخرى، شقت طريقها بكل تفاصيلها إلى أسماع أهل المدينة، وتأكد الناس من وجود انقلاب على الشرعية الإلهية، له قيادة وقاعدة تدعمه، وأنه في طريقه للاستيلاء على السلطة بالقوة.
وقد قرر الانقلابيون أن يكون وقت تنفيذ الانقلاب في الفترة الزمنية الواقعة بين وفاة النبي وبين دفنه، وهي فترة انشغال آل محمد وبني هاشم بمصابهم الجلل، إذ حضر آل محمد، وكان هنالك تكافؤ فرص، لتمكن الإمام علي من إقامة الحجة على الانقلابيين، أما إذا سارع الانقلابيون بتنصيب خليفة، يزفه أعوانه وأنصاره زفا، فإنهم سيفاجئون آل محمد بأمر واقع، فإذا اعترضوا تمكن الانقلابيون من تصويرهم بصورة الخارجين على الجماعة، والشاقين لعصا الطاعة، وسلطوا عليهم أعوانهم لإخضاعهم بالقوة.
2 - كانت الخطوة الأولى في عملية تنفيذ الانقلاب أن تحرك قسم من الانقلابيين إلى منطقة الأنصار، ويتجمعون في سقيفة بني ساعدة، وكأنهم زوار لسعد بن عبادة الخزرجي الذي كان مريضا وطريح الفراش، ومهمة هذا القسم أن ينتظر قدوم قادة الانقلاب الرئيسيين الثلاثة، وأن يشتركوا بالحوار، وكأنهم لا علم لهم بوجود انقلاب، حتى إذا نجح قادة الانقلاب في جر المجتمعين إلى الخوض في حديث خليفة النبي، أمسكوا بالحديث وتابعوه حتى يتم تنصيب الخليفة المتفق عليه وهو أبو بكر، عندئذ ينهض القسم الذي تجمع في سقيفة بني ساعدة ويبايع أبا بكر خليفة للنبي، فيذهل الحاضرون من غير الانقلابيين، ويجدون أن من الحكمة مبايعة الخليفة الجديد، ليحصلوا على المنافع فيما بعد، وهكذا كان.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»