خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١
الباب الأول المواجهة قبل الهجرة * * * * الفصل الأول - انتشار نبأ النبوة والولاية.
1 - بعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية، تلقى النبي صلى الله عليه وآله أمرا إلهيا بإعلان دعوته رسميا، فبدأ بالهاشميين أولا، فجمعهم في بيته وأطلعهم على النبأ العظيم، وعين في هذا الاجتماع - بأمر من ربه - عليا بن أبي طالب وليا لعهده، وانفض الاجتماع عن إعلان عميد البيت الهاشمي عبد مناف بن عبد المطلب (أبو طالب) قرار البيت الهاشمي بحماية النبي صلى الله عليه وآله وعدم تسليمه.
وتمثلت الخطوة الثانية بصعود النبي صلى الله عليه وآله على الصفا ومناداته بطون قريش الذين كانوا يجتمعون دائما حول الكعبة، وإعلامه إياهم بنبأ النبوة (1).
وبهذا أحيطت بطون قريش وأهل مكة عامة بخبر النبوة والولاية في وقت واحد، وإن كان النبأ العظيم (نبأ النبوة) قد طغى على نبأ الولاية.
وقد كان النبي وولي عهده متلازمين طيلة مرحلة الدعوة العلنية في مكة، التي استمرت عشر سنين، كانا يسكنان معا في بيت النبي صلى الله عليه وآله، ويسيران معا، ويصليان معا، بنحو أدى إلى ربط نبوة محمد صلى الله عليه وآله بإمامة علي (ع) في أذهان أهل مكة.
سئل قثم بن العباس: كيف ورث علي رسول الله دونكم؟ فقال: كان أولنا به لحوقا، وأشهرنا به لصوقا (2).
وقال الإمام علي (ع) واصفا علاقته بالنبي صلى الله عليه وآله في تلك الفترة: " كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي كل يوم من أخلاقه ويأمرني بالاقتداء به، وكنت في حراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما،
(١)
الذهاب إلى صفحة: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»