خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١١٢
بكر بموعد الوصية ومضمونها، وأن تشترك معهما باتخاذ كل ما يلزم للحيلولة بين الإمام وحقه الشرعي بالقيادة بعد النبي صلى الله عليه وآله.
ثالثا - النصوص التاريخية التي تظهرنا على المكانة الخاصة التي تمتعت بها عائشة في عهدي أبي بكر وعمر، تجعلنا نجزم بأنها هي التي أخبرتهما بموعد ومضمون التوجيهات النبوية الإلهية، فلا أحد من المسلمين والمسلمات كان يأخذ عطاء أكثر مما تأخذه عائشة وحفصة، فلكل واحدة منهما اثنا عشر ألفا، بينما بقية نساء النبي كان لكل منهن عشرة آلاف.
وكلمة عائشة كانت عند عمر أمرا، ذلك أنه لما طعن عمر، أرسل ابنه عبد الله ليستأذن من عائشة فيدفن في بيت الرسول إلى جانبه وجانب أبي بكر، فقالت عائشة، حبا وكرامة، ثم قالت لعبد الله: أبلغ عمر سلامي، وقل له:
لا تدع أمة محمد بلا راع، استخلف عليهم، ولا تدعهم بعدك هملا، فإني أخشى عليهم الفتنة. عندئذ قال عمر: ومن تأمرني أن أستخلف؟ (22) فلو أمرته عائشة أن يستخلف أعرابيا من البادية لفعل، لأنه كان مدينا لها بمنصب الخلافة، إذ لو لم تخبره بموعد ومضمون الوصية النبوية لسار الأمر سيرا طبيعيا، ولما اختلف اثنان فيما بعد، لكنها أطلعته على الأمر، فسارع بحشد قادة التحالف، وحال بين الرسول وكتابة ما يريد، وجرح مشاعره الشريفة
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»