خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١١٨
عمر بن الخطاب مهمتها إحراق بين فاطمة بنت محمد على من فيه (28)، وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين، فهل يعقل أن يكون هذا الاندفاع ثمرة صدفة في السقيفة، أم أنه فصل في كتاب المؤامرة؟
هناك إجماع على أن أبا بكر قد تكلم فقال: " إن المهاجرين هم أول من عبد الله في الأرض، وأنهم عشيرة الرسول، وأنهم الأمراء، والأنصار هم الوزراء " (29).
وهناك إجماع أيضا على أن عمر قد تكلم فقال: " إن المهاجرين هم أولياء الرسول وعشيرته، والأحق بالأمر من بعده، وأن العرب تأبى أن تؤمر الأنصار ونبيها من غيرهم، ولكن العرب لا ينبغي أن تولي هذا الأمر إلا من كانت النبوة فيهم، من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن أهله وعشيرته ".
ويجمع المؤرخون على أن أبا عبيدة قد قال: " يا معشر الأنصار، إنكم أول من نصر وآزر، فلا تكونوا أو من بدل وغير " (30) وهنا ملاحظتان لا بد من الإشارة إليهما:
الأولى - أن المهاجرين الثلاثة قد احتجوا بأنهم أولياء الرسول وعشيرته، ليحصلوا بذلك على بيعة الأنصار، فهل كانوا حقيقة عشيرة الرسول والأولى بسلطانه وميراثه؟ الواقع يكذب ذلك، فكل واحد من هؤلاء الثلاثة كان من بطن مستقل عن الآخر، ومحمد من البطن الهاشمي المستقل عن هذه البطون والمتميز عليها.
الثانية - أن هؤلاء الثلاثة صوروا الأنصار وكأنهم يريدون أن يكون الخليفة منهم، وهذا غير صحيح، إذ لم يفكر الأنصار بذلك، وسعد بن عبادة أنبل وأجل من أن يقبل الخلافة مع وجود علي، لأنه كان من شيعة علي، وكذلك ابنه قيس، والمقداد، والحباب بن المنذر، وهؤلاء هم الذين قادوا جبهة الأنصار في السقيفة، ويروي المؤرخون أن الأنصار قالت: لا نبايع إلا علي بن أبي طالب (31).
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»