قلت له: لو افترضنا صحة مذهب الشيعة ذلك يعني أن 90 % من المسلمين على خطأ لأن كل المسلمين يؤمنون بمذهب أهل السنة والجماعة. فأين هذا التشيع من عامة الناس؟
قال: الشيعة ليست بهذه القلة التي تتصورها، فهم يمثلون غالبية في كثير من الدول، ثم إن الكثرة والقلة ليست معيارا للحق بل القرآن كثيرا ما يذم الكثرة يقول تعالى (ولكن أكثركم للحق كارهون) (سورة الزخرف: آية / 78) ويقول (ولا تجد أكثرهم شاكرين) (سورة الأعراف: آية / 17) (وقليل من عبادي الشكور)، (سورة سبأ: آية / 13)، وبذلك لا تكون الكثرة دليلا على أنهم على حق.
أما التشيع كمنهج سماوي فهو موجود بدليل أنني شيعي، وإذا وجه الإشكال إلى عدم انتشار التشيع فهذا يتوجه أيضا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أول دعوته وحتى وفاته إذ أن الإسلام لم يكن منتشرا ومع ذلك فهو الحق المنزل من قبل الله تعالى.
قلت متعجبا: وهل تريدني أن أسلم بأن آباءنا وأجدادنا الذين عرفناهم متدينين طريقهم غير الذي أمر به الله.
ابتسم قائلا: أنا لست في مقام بيان وتقييم أحوال الماضين فالله أعلم بهم ولكن أذكرك بأن القرآن يرفض أن يكون الأساس في الاعتقاد تقليد الآباء والأجداد يقول تعالى: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) (سورة البقرة: آية / 170).
شعرت بأن الحوار قد أخذ منحى عاما وأن حجته بدت في هذا المجال قوية ومدعمة بآيات قرآنية فقررت أن أناقش معه مفردات معتقده التي قرأت نقدها من الكتب وتركتها كورقة أخيرة في النهاية لأني على ثقة من أنه لا يستطيع الإجابة عليها، ولقد أضفت إليها رأيي الخاص، ولأغير مجرى الحديث إلى حيث أريد قلت له: