بأيهما أنا أشد جزعا) 52 والخلاصة أن أبو طالب كان أحد أركان قيادة جبهة الإيمان، وقد استغل مكانته الاجتماعية وسخرها لصالح الرسول ولصالح دينه، فقد كان سلام الله عليه شيخ البطاح وسيد البطون القريشية واقعيا بغير منازع.
وقد لجم وجوده المواجهة تبقى ضمن حدود معينة، إذ هابته البطون ولم تقو على تصعيد المواجهة ومن المثير الدهشة حقا أن الدولة الإسلامية التاريخية الذي قبضت على مقاليد السلطة بالقوة، وسيطرت على وسائل الإعلام، قلبت الحقائق وبقدرة قادر حولت أبا طالب إلى رجل مشرك، وقالت إنه في ضحضاح من النار على حد تعبير المغيرة بن شعبة المشهور بعداوته لبني هاشم وأنكرت دور أبي طالب البارز في قيادة جبهة الإيمان!!!) 53 ونسوا أو تناسوا مضامين قول الرسول وهو يقف أمام جثمان أبي طالب ويردد والأسى يملأ قلبه الشريف (يا عم ربيت صغيرا، وكفلت يتيما، ونصرت كبيرا، فجزاك الله عني خيرا) 54 ومع هذا اقتنعوا العوام أن الرجل مات مشركا وأخفوا فضله على الإسلام ونبيه، واخترعوا فضائل لمن عادوا النبي وعادوا الإسلام وحاربوهما بكل وسائل الحرب!!!
ولله عاقبة الأمور!!!