المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٦٧
البطون وتعتبره مسؤولا، لأنه لم يسلم محمدا ولم يمكن بطون قريش منه، وفوق ذلك فإن البطن الهاشمي أعلن حمايته للنبي، وتوعد البطون بالإفناء التام إن هي أقدمت على قتل النبي.
أما الذين أسلموا خلال مرحلة الدعوة من غير بني هاشم وبني المطلب فقد كان لهم شأن آخر، فهم من بطون شتى وبالتالي لم يتبلور المجتمع أو الكيان السياسي الذي ينتمون إليه وإجمالا لهم مجرد أفراد فضلا عن ذلك فقد كان المطلوب منهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن ما يوحى إلى محمد هو من عند الله. وهم على نوعين 1 - فمن كان ينتمي بالدم إلى أي بطن من البطون القريشية حماه بطنه حماية تامة، فقد يتعرض للوم، والتقريع والسخرية لكن لا أحد يقوى على التعرض له بالضرب أو القتل أو الايذاء أو الظاهر، لأنه مغطى بحماية بطنه 2 - أما من كان منتميا إلى بطون قريش بالموالاة أو العبيد والأحابيش ممن أسلموا فقد كانوا موضع النقمة ومحط الابتلاء لأنهم بلا حماية عشائرية ومن هؤلاء أ - بلال بن رباح الحبشي الذي كان عبدا مملوكا لأمية بن خلف الجمحي) 66 فقد عذبه أمية عذابا أليما فكان يضع الصخرة العظيمة عليه في الرمضاء ولا يتحول بلال عن إيمانه) 67 ب - وكياسر وسمية وزوجته وعمار ابنهما حلفاء بني مخزوم ولم يتورع أبو جهل عن طعن سمية في قبلها وعذب ياسرا وعمارا عذابا أليما فصمدوا فمنهم من قضى نحبه
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»