والقرآن مرتبط ببيان النبي ارتباطا عضويا لا يقبل التجزئة سبب الاصرار على التفريق بين الكتاب المنزل والنبي المرسل أثبتنا إنه خلال حياة النبي جرت محاولة ناجحة للتفريق بين الكتاب المنزل والنبي المرسل، وبين القرآن وبين بيان النبي لهذا القرآن وأفصح أصحاب المحاولة عن غايتهم المتمثلة بالحيلولة بين الرسول وبين كتابه ما أراد، حتى لا يجعل الأمر لعلي بن أبي طالب كما وثقنا وقد نجحت محاولتهم لأن النبي، كان على فراش المرض، ولأن النبي خشي من عواقب إصراره على كتابة ما أراد، فلو أصر على الكتابة لأمر عمر وحزبه على زعمهم بأن الرسول قد هجر وذلك يترك مفاعيل مدمرة على الدين.
وحتى الرسول كان يتمتع بالصحة والعافية، كان قادة التحالف يحضون الناس سرا على عدم الكتابة أحاديث الرسول بحجة أن الرسول بشر يتكلم في الغضب والرض ولا ينبغي أن يحمل كل كلامه على محمل الجد، ولما ذكر عبد الله بن عمرو لرسول الله ما قاله قادة التحالف قال له الرسول اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حقا) وأومأ بإصبعه إلى فيه. راجع سنن أبي داود ج 2 ص 126 وسنن الدارمي ج 1 ص 125 ومسند أحمد ج 2 ص 162 و 207 و 216 ومستدرك الحاكم ج 1 ص 105 - 106 وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 1 ص 85 ومع أن الرسول قد أقسم بالله على أن كل ما يخرج من فمه حقا إلا أن قادة التحالف أصروا عمليا على شائعاتهم وعلى دعوة الناس للاعتماد على القرآن وحده ولم يبين قادة التحالف سبب إصرارهم بالاعتماد على القرآن