المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٠٥
أن يكون القرشي كالأنصاري، وأن يكون العربي كالعجمي، وأن يكون السيد كالمولى!!! هذا أمر غير معقول برأي عمر بن الخطاب!! وهل يعقل أن تكون أم المؤمنين عائشة التي وقفت معه مثل أم المؤمنين أم سلمة التي وقفت على الحياد!! كل هذا أقنع عمر بن الخطاب بأن طريقة الرسول بتوزيع المال لم تكن مناسبة ولم تكن عادلة، لذلك اخترع طريقة جديدة لتوزيع المال فأعطى الناس حسب منازلهم عنده فمنزلة عائشة عنده أعظم من منزلة أم سلمة لذلك أعطى عائشة 12 ألف بينما أعطى أم سلمة عشرة آلاف، مع أنهما زوجتا نفس الرسول، وقد يعطي زيدا خمسة آلاف ويعطي بنفس الوقت لعمرو مائة فقط وهكذا أوجد عمر بعمله هذا الصراع الممر بين ربيعة ومضر، وبين الأوس والخزرج، وبين العرب والعجم، وبين الأغنياء والفقراء، وأوجد بفعله هذا طبقة مترفة تتمتع بغناء فاحش، إلى جانب طبقة فقيرة تكاد أن تموت من الجوع، وظلت آثار اختراع عمر بن الخطاب هذا تتفاعل في المجتمع الإسلامي وتكبر حتى فوضته كله راجع تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 106 و 107 وشرح النهج ج 8 ص 111 عمر بن الخطاب يدري أنه قد بدل سنة الرسول عمر كان يعلم علم اليقين أن الرسول كان يعطي بالسوية، وأن عمل الرسول سنة وعندما أراد أن يبدل سنة الرسول ويعطي الناس حسب منازلهم في نفسه كان موقن أنه يبدل سنة الرسول، ومع هذا مضى قدما لأن الرسول حسب تصوره بشر ومجتهد، وهو يعتقد أن الرسول قسم حسب رأيه الشخصي لا لوحي من الله!! وهو يعتقد أن أسلوبه الذي اخترعه لتوزيع المال هو أصوب وأعدل من (أسلوب) الرسول لذلك هان عليه أن يبدل
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»