النبي، واستبعدا الحديث النبوي استبعادا تاما، فأحرق أبو بكر ما كان مكتوبا عنده، وجمع عمر ما بأيدي الناس من الأحاديث المكتوبة عن الرسول وقام بحرقها!! وركز معا على شعار (حسبنا كتاب الله) (أو بيننا وبينكم كتاب الله) كما قال أبو بكر، واعتبر أبو بكر إن رواية الأحاديث عن رسول الله تورث الاختلاف، وإن اقتناء أحاديث الرسول المكتوبة ليس مناسبا ويسبب الأرق والقلق كما ردت عائشة مما دعى أبوها أن يحرق الأحاديث ال 500 التي كتبها بنفسه عن رسول الله!! ومما دعى عمر أن يناشد الناس ليأتوه بكل الأحاديث المكتوبة عندهم عن رسول الله، فلما جاءوه بها أمر بتحريقها وسار عثمان على سياسة صاحبيه بهذا المجال فما هو القصد من هذه الحملة المركزة؟
القصد من هذه الحملة المركزة هو التفريق بين الكتاب المنزل والنبي المرسل الذي بلغ هذا الكتاب وبينه، واستبعاد الرسول من التأثير على الحدث السياسي أو الأحداث السياسي،!!
فعندما يتمسك الناس بالقرآن الكريم وحده، ويتجاهلون ويحرقون بيان النبي لهذا القرآن، فإنهم بعملهم هذا يحيدون أو يلغون كافة النصوص النبوية التي بينت هذا القرآن، فالقرآن الكريم أشار للصلاة مجملا ولكنه لم يبين كيفية هذه الصلاة وجاء النبي فبين بيانا تفصيليا الآيات الواردة بالصلاة كذلك فإن القرآن الكريم أشار إشارات مجملة للأمور المتعلقة بالإمامة والقيادة خلال حياة النبي وبعد وفاته فجاء الرسول وبين هذه الأمور بيانا تفصيليا كذلك فإن القرآن الكريم تناول النواحي المالية فأجملها إجمالا، فقام الرسول وبين هذه الأمور بيانا تفصيليا، وهكذا في كل أمر من الأمور وكل ناحية من النواحي، فبيان النبي مرتبط بالقرآن