المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٩٩
وعلى وحدة المسلمين، وحتى لا تحدث بلبلة في المجتمع قرروا منع الناس من رواية أحاديث الرسول كلها، وقرروا إحراق ما كتب من أحاديث الرسول كلها حتى ينسى الناس البيان النبوي المتعلق بقيادة الأمة من بعد النبي وبالدور المميز لأهل بيت النبوة، عندئذ تستقر وحدة الأمة على الوجه الذي رسمه قادة التحالف.
وآية ذلك معاوية بن أبي سفيان لقد غلب الأمة بالقوة، وركعها بالعصا، وتملك ملكها بدون إرادتها ولم يعد يخشى شيئا من المعارضة، أو البلبلة فكشف علنا عن مقاصده وحصر منع بيان النبي في الجانب السياسي المحظور المتعلق بقيادة علي وبالدور المميز لأهل بيت النبوة فأباح دم كل من يروي شيئا من فضل أبي تراب (علي بن أبي طالب) وأهل بيته (أهل بيت النبوة) راجع شرح النهج لابن أبي الحديد مجلد 3 ص 595 تحقيق حسن تميم. وهكذا حسم الموضوع وحدد الغاية من المنع وأعلنها أمام الأمة لأنه ليس فيها من يقوى على اعتراضه، أو هز وحدة رعايا أو التشكيك بشرعية حكمه القائم على القوة والتغلب وإبطالا للبيان النبوي المتعلق بالقيادة من بعد النبي لعلي ولأهل بيت النبوة أصدر معاوية مرسوما خاصا بذلك جاء فيه (ولا تتركوا خبرا يرويه أحدا من المسلمين في أبي تراب (علي بن أبي طالب وأهل بيته) إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته) بمعنى أن معاوية يطلب من عماله وحكام أقاليمه أن يشرفوا على وضع أحاديث تناقض كلما ينفع علي بن أبي طالب وأهل بيته من البيان
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»