كتابة توجيهاته النهائية، ولم يكن القصد من رفع شعار (حسبنا كتاب الله) أمام النبي الاصرار على التمسك بالقرآن الكريم، إنما كانت غاية الذين رفعوا هذا الشعار في تلك المناسبة، وبمواجهة النبي بالذات هي (التفريق بين النبي المرسل الذي بلغ القرآن وبينه، وبين القرآن ككتاب منزل من عند الله، وقطع الصلة العضوية بين الاثنين وكانت غايتهم المباشرة هي الحيلولة بين الرسول وبين كتابة توجيهاته النهائية، أو كتابة ما أراد، وهذه حقيقة مطلقة ساطعة كسطوع الشمس، وقد أجمعت الأمة على صحتها وصدورها من عمر بن الخطاب وحزبه. راجع صحيح البخاري كتاب المرض باب قول المريض قوموا عني ج 7 ص 9 و ج 4 ص 31 و ج 1 ص 37 و ج 5 ص 137 و ج 2 ص 132 و ج 4 ص 65 - 66 و ج 8 ص 161، وراجع صحيح مسلم آخر كتاب الوصية ج 5 ص 75 و ج 2 ص 16 و ج 11 ص 94 - 95 صحيح مسلم بشرح النووي، وتاريخ الطبري ج 2 ص 193 وتاريخ بن الأثير ج 2 ص 320، ومسند أحمد ج 1 ص 355، وتذكرة الخواص لابن الجوزي ص 62، وسر العالمين وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي ص 21 وقد رفع عمر وحزبه شعار حسبنا كتاب الله، ليصدوا النبي عن الكتابة، وليوحوا للسامعين بأن القرآن يغني عن النبي، ولما استهجن الحاضرون من غير حزب عمر هذا القول الشنيع وهذه التفرقة الواضحة، بين الرسول وبين الكتاب الإلهي الذي بلغ وبين تجاهل عمر بن الخطاب وجود النبي وقال للحضور (إن النبي يهجر، وعندنا كتاب الله،) ولسنا بحاجة لكتابة محمد!! راجع تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 62 وسر العالمين وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي ص 21 عندئذ قال الحاضرون من حزب عمر (القول ما قاله عمر) وتجاهلوا وجود النبي أيضا وقال بصوت واحد (إن رسول الله يهجر، ما له أهجر؟
استفهموه أنه يهجر!!) وأكثر عمر وحزبه اللغط والاختلاف،