وطلب منهم أن يعتمدوا على القرآن وحده لأن أحاديث الرسول تورث الخلاف وليقطع دابر الخلاف والاختلاف أحرق 500 حديث كتبها بنفسه عن رسول الله راجع تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 2 - 3 ورأينا أن عمر قد شن حملة شعواء على المحدثين عن رسول الله، ثم طلب من الناس أن يأتوه بالأحاديث المكتوبة عن رسول الله فلما أتوه بها أمر بتحريقها وحرقها فعلا راجع الطبقات لابن سعد ج 5 ص 140 ورأينا أن عثمان سار على سيرة صاحبيه ولم يعتمد من الأحاديث إلا التي سمع بها في عهدي أبي بكر وعمر راجع منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج 4 ص 64 وقصد الخليفتين من ذلك كله هو منع انتشار البيان النبوي المتعلق بالإمامة والخلافة من بعد النبي، والذي يعطي حق القيادة إلى علي بن أبي طالب، يبرز مقومات الاختيار الإلهي لعلي.
ومنع انتشار البيان النبوي المتعلق بالدور المميز الذي أعطاه الله لأهل بيت النبوة لقيادة الأمة في كل زمان من بعد النبي، والخليفتان يخجلان من الله تعالى، ويخافان الفتنة على العباد، واهتزاز شرعية حكمهما لذلك أوجدا التفرقة بين الكتاب المنزل والنبي المرسل، وبيان النبي لهذا الكتاب، ومنعا التحديث عن رسول الله وأحرقا كل الأحاديث المكتوبة عن رسول الله!!! حفظا لوحدة المسلمين تحت حكمهما، وإبعادا واستبعادا لعلي ولأهل بيت النبوة عن أي دور في قيادة الأمة في الحال وفي المستقبل لأنهما يعتقدان أن الهاشميين قد اختصوا بالنبوة، وليس من العدل أن يأخذ الخلافة أيضا والعدل والصواب والتوفيق في أن يأخذ الهاشميون النبوة، وأن تأخذ البطون الخلافة، وبما أن البيان النبوة يجمع للهاشميين النبوة والخلافة فإن ذلك يورث الخلاف ويجب استبعاده وحرصا على المصلحة العامة