المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٨٦
287 وما فوق وحللناها تحليلا وافيا ووثقناها توثيقا كافيا بحيث يتعذر إنكارها فضلا عن الاعتذار عنها وتناولناها في كتابنا الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية.
حادثة لا مثيل لها في التاريخ البشري الرسول على اتصال دائم مع الوحي، وهو رئيس الدولة، ما زال رئيسا، وما زال نبيا وهو يجلس في بيته لا في بيت عمر ولا في بيت أحد من حزب عمر، وهو مريض ويريد أن يكتب وصية قبل أن يتوفى. تماما كما فعل أبو بكر وكما فعل عمر نفسه وكما يفعل أي مسلم أو أي إنسان من الذي أقام عمر وحيا على الرسول ونائبا عن المسلمين حتى يكسر هو وحزبه خاطر النبي الشريف فيقول له (أنت تهجر وعندنا القرآن، وهو يكفينا ويردد حزبه هذه المقولة في مقام النبي الأعظم!!
هل هو مسلم حقا من يقول مثل هذه الألفاظ النابية لرسول الله!!! كيف يعتذرون عن هذه الحادثة، كيف يبررونها!!! هل عمر أحب إليهم من رسول الله بئس للظالمين بدلا!!!
دولة داخل دولة لقد صار التحالف المكون من بطون قريش مهاجروها وطليقها ومن منافقي المدينة وما حولها من الأعراب، ومن المرتزقة دولة حقيقية برئاسة عمر وأبي بكر وبقية قادة التحالف، بيدها السلطة الفعلية والنفوذ، ولكن بدون إعلان. دولة تؤمن بأن القرآن جائها عن طريق الرسول وأن محمدا رسولا بلغ القرآن وانتهى دوره وكلما قاله لا يقدم ولا يؤخر لأن القرآن وحده يلغي هذا التحالف، دولة تدين بالإسلام هذا مضمونه إسلام لحفظ الملك والجاه!!!
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»