المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٧٩
لمفاوضاته مع بطون قريش، وأعلمه أن المفاوضات ستنتهي بصلح الحديبية، وهذا الصلح هو الفتح الحقيقي المبين، ويحقق الغاية التي سعى إليها محمد طوال مناوشاته وحربه مع بطون قريش، وكفى بالله شهيدا على ذلك فهو الذي أمر نبيه بتوقيع الصلح.
مزايدة عمر وصف عمر الصلح الذي رضيه الله، ووقعه رسوله بأنه (دنية) حيث قال عمر لرسول الله (فعلام نعطي الدنية في ديننا) راجع المغازي ج 2 ص 606 فقال الرسول أنا رسول الله ولن يضيعني) وجعل عمر يرد الكلام على رسول الله، ويصف الصلح بأنه (دنية) وقاد حملة رهيبة من التشكيك بصحة عمل رسول الله، وأخذ ينفرد بأصحاب الرسول ويقول لهم إن محمدا وعدنا أن ندخل الكعبة ويحاول أن يستقطب الصحابة ضد الرسول، لعله ينجح بإفشال الصلح الذي عقده النبي مع قريش، ولتعقيب كلمة رسول الله. ومع أن حملته بالتشكيك قد تركت آثارا مدمرة، وهزت الثقة برسول الله إلى حين إلا أنه فشل بتكوين قوة من الصحابة قادرة على إجهاض الصلح وقد اعترف عمر في ما بعد أثناء خلافته فقال (ارتبت ارتيابا لم أرتبه منذ أسلمت إلا يومئذ، ولو وجدت شيعة تخرج عنهم رغبة عن التقية لخرجت) راجع مغازي الواقدي ج 2 ص 607 ولم يتوقف عمر عن حملته بالتشكيك إلا بعد أن أقبل عليه رسول الله فقال: أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد وأنا في أخراكم.... راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 609 فكأن الرسول الأعظم يعيد بهذه التذكيرات الحجم الحقيقي لعمر ويقول له: أنت الذي تدعو للحرب فريت في معركة وتركتني!!!
مزايدة أخرى في صلح الحديبية جاء أبو جندل ابن سهل بعد توقيع الاتفاق وعملا بالاتفاق يتوجب إعادته إلى قريش، واحتج عمر بأنه لا ينبغي إعادته. ولكن الاتفاق واضح فقال الرسول لأبي جندل (اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»