المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٨٠
معك خرجا ومخرجا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا، وأعطيناهم وأعطونا على ذلك عهدا، وإنا لا نغدر، واقتنع أبو جندل راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 608 وبعد أن أغلقت دائرة البحث في هذا الموضوع قال عمر لأبي جندل (أبوك رجل وأنت رجل ومعك السيف فاقتل أباك) وكان هدف عمر أن ينقض أبو جندل على سهيل ابن عمرو ويقتله وهو في حضرة الرسول وجواره، وهو سفير البطون، وليضفي عمر على هذا التحريض طابعا دينيا وبطوليا قال عمر لأبي جندل (إن الرجل يقتل أباه في الله) وفطن أبو جندل لأسلوب عمر بالمزايدة فقال لعمر (مالك لا تقتله أنت يا عمر)؟ فقال عمر نهاني رسول الله عن قتله وعن قتل غيره!!) راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 609، ولعل هذا هو السر الذي لم يقتل فيه عمر أحدا من المشركين طوال تاريخ دولة النبي!!!
وهدأت العاصفة التي أثارها عمر؟
تدخل أبو بكر صديقه الحميم، وتدخل أبو عبيدة، وطلبا من عمر أن يمارس ضبط النفس، فهو أمام رسول وبعد أن أخفق بجمع الأعوان ليلغي ما أوجده الرسول، وليحل ما ربطه، وبعد أن وزع الشك بالرسول وشكك به (قال الرسول لأم سلمة (عجبا يا أم سلمة أني قلت للناس انحروا واحلقوا وحلوا مرارا فلم يجبني أحد من الناس وهم يسمعون) !!! إن عدم إجابة الناس للرسول أثر طبيعي من آثار حملة تشكيك عمر راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 613. وبعد أن أخفق عمر بتحريض أبي جندل على قتل أبيه، وبعد أن ذكره الرسول بفراره من أحد، هنالك فقط سكن الرجل وهدأت العاصفة التب صنعها.
داعية الحرب وإلغاء الصلح في مرحلة المفاوضات التي سبقت إبرام معاهدة الصلح طلب رسول الله
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»