المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٧٧
مزايدات قادة التحالف على رسول الله!!
لقد تحققت الوحدة بين مهاجري بطون قريش وطلقائها، وشيدوا أركان التحالف الذي استطاع أن يقبض على مقاليد الأمور حتى والنبي على فراش الموت بعد سلسلة مرعبة من الشائعات، ولم يكتف قادة التحالف بالشائعات التي أشرنا إلى بعضها بل أخذوا يزاودون على الرسول ليعرفوا وليلقوا في روع الغافلين بأنهم أكثر حرصا على الدين من رسول الله، وتلك حلقة في مخطط وكان أكثر الناس مزايدة على رسول الله هو عمر لذلك نكتفي بذكر بعض مزايداته التي جاوزت المدى بالمزايدة الكبرى والرسول على فراش الموت.
من هو عمر بن الخطاب كان عمر رضي الله عنه قبل الإسلام رجل مضمور من بني عدي، يمتهن (البرطشة) أي كان مبرطشا أي كان يكتري للناس الإبل والحمير ويأخذ عليه جعلا) راجع تاج العروس في شرح القاموس للزبيدي مجلد 4 مادة برطش وإلى هذا أشار سعد بن عبادة عندما قال مخاطبا عمر في السقيفة (لأعيدنك إلى قوم كنت فيهم دليلا غير عزيز وتابعا غير متبوع) راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 5 وما فوق وعمر نفسه لا ينكر ذلك، ولكن الله أعزه بالإسلام وحوله من تابع إلى متبوع، وتألق نجم الرجل عندما نال شرف مصاهرة رسول الله فصار يتردد على بيت الرسول بحكم المصاهرة، وبحكم نبل النبي وسعة قلبه ، وعمر هذا عطوف فلم يثبت أن عمر قد قتل أو جرح أو أسر أحدا من المشركين طوال تاريخ دولة النبي والروايات التي تصوره كرجل سيف إنما هي ضرب من الأساطير لا تتفق مع شخصيته العطوفة، ولا مع نسيجه النفسي ولا مع طبيعة قومه بني عدي الذين وصفهم أبو سفيان بوصفه الذي ذهب مثلا (لا مع العير ولا مع النفير) راجع مغازي الواقدي / معركة بدر ولقد تحققت
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»