تبرزن إلى المناصح وهو صعيد أفيح، فكان عمر يقول للنبي احجب نساءك، فلم يكن رسول الله يفعل، خرجت سودة بنت زمعة زوج النبي ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة فناداها عمر:
(ألا قد عرفناك يا سودة) حرصا أن ينزل الحجاب، عندئذ أنزل الله آية الحجاب!!!
المشكلة الحقيقية أن الرواة يتصرفون بالوقائع والأحداث ليعطوا الرجل دائما دور البطولة في كل مزايدة، ولا يجدون غضاضة ولا حرج لو أعطوه هذا الدور حتى على رسول الله. فما هي علاقة عمر بزوجة رسول الله،؟ وهل هو أكثر غيرة من الرسول أو معرفة للصواب من الخطأ منه؟ وهل يترقب الوحي إشارة من عمر!!! أو توجيها منه لمواقع الخطأ في المجتمع!!! شهد الله إن هذه التصورات لا تطاق!!!
بشرى للموحدين لما أتم رسول الله أوكار الشرك، وتشجيعا للناس على الدخول في دائرة التوحيد والاطمئنان فيها أمر النبي أبا هريرة أن يبشر من لقية مستيقنا قبله بشهادة لا إله إلا الله بالجنة، فكان أول من لقيه عمر. فلما بشره أبو هريرة ضربه عمر بيده بين ثدييه فأسقطه على الأرض، وقال له ارجع، فرجع أبو هريرة إلى رسول الله فقال له الرسول ما لك يا أبا هريرة؟ فقال أبو هريرة (لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة فخررت لاستي فقال النبي ارجع ودخل عمر فقال له الرسول ما حملك على ما فعلت؟... فقال عمر لا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها؟ راجع صحيح مسلم ج 1 ص 44 والغدير للأميني ج 6 ص 176 وسيرة عمر لابن الجوزي ص 38، وشرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 116 وفتح الباري ج 1 ص 184 والطرائف لابن طاووس ج 2 ص 437 عن الجميع بين