المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٧٠
لم يكن له أي دور بارز، وسمع عمرو بن ود ولم يجبه، وفر في حنين، تلك أمور لا خلاف عليها وبمعنى أنه ليس لعمر رضي الله عنه دور بارز يتناسب مع عظيم أحلامه وطمعه بالملك!!، وفر في خيبر وقد وثقنا ذلك كذلك سيدنا أبو بكر فلم يرو أي مؤرخ على الاطلاق أن أبا بكر قتل مشركا أو جرحه أو سلبه في معركة بدر أو أي معركة من معارك الإيمان، ولا خلاف بأن الرجل فر في معركة أحد وحنين، إنه رجل مسالم يميل إلى السفارة، ويعشق العلية.، وفر في خيبر وقد وثقنا ذلك.
أما عثمان وطلحة فلم يشهدا معركة بدر راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 153 و 154 و 155. وفر عثمان في معركة أحد، ولم يكن له دور في معركة الخندق، وفر في حنين، وأبو عبيدة تقول أحد الروايات إنه قد قتل مشركا في بدر، وتقول رواية إن الزبير قتل مشركين.
على أي حال فإن هؤلاء الصحابة الكرام قد بذلوا جهدهم بدون سرف ولا تقتيل وناصحوا لله ولرسوله في حدود طاقاتهم واستعدادهم، ولكن الجهد الذي بذلوه في الإسلام لا يتناسب وأحلامهم بالملك، واستعدادهم وإعدادهم لحمل تبعاته ولا يتطاول إلى مستوى الجهد الخارق الذي بذله علي بن أبي طالب خاصة وآل البيت وبني هاشم عامة!!!
أما الخلية الثانية التي تعد نفسها للتصدر ولرسم مستقبل الإسلام بعد وفاة النبي فهم قادة الشرك وأبناء قادته الذين حاربوا النبي وقاوموه بكل فنون الحرب وبكل وسائل المقاومة حتى أحيط بهم فأسلموا وهم كارهون.
فهل يحق لهؤلاء أن يحلموا بالملك على المسلمين، وهل يحق لهم أن يرسموا مستقبل الإسلام والمسلمين بعد موت النبي، وهم قدامي المحاربين الذين حاربوا النبي!!! وهل يحق للطليق أن يقود المهاجر بدين الله أن يعلم العالم!! ولنفترض أن الملك قد وصل إليهم، فكيف يحكمون بكتاب الله وهم لا يعرفونه وبسنة رسول الله وهم يجهلونها!!!
ولكن هذا حدث فالذين حاربوا النبي وهم بطون قريش اتحدوا مع الذين هاجروا مع النبي من بطون قريش لغايات إبعاد أهل بيت النبوة عن مركز قيادة الأمة بعد موت النبي. ونجم هذان الفريقان بإقصاء أهل بيت النبوة
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»