المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٣٧
ما هو القصد من هذه الإشاعة؟
القصد منها دعم الإشاعة الأولى، والتشكيك بشخصية الرسول وبصحة حكمه على الرجال، والنيل من علي بن أبي طالب وأهل بيته وإبراز مظلومية أعداء الله، ورفع خامل ذكرهم، إذ من الثابت أن رسول الله قد لعن أعداء الله، وبالذات الكثير من قادة هذا التحالف كما يروي البخاري، والسيوطي، والترمذي، والنسائي، وأحمد، وابن جرير، والبيهقي، ونصر بن مزاحم، والحلبي - راجع كتابنا الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية ص 101 وما فوق تجد الذين لعنهم رسول الله وراجع بعث أسامة في كل السير تجد أن رسول الله قد لعن الذين يتخلفون عن جيش أسامة.
ومن جملة الذين لعنهم رسول الله أبا سفيان، ومعاوية، ويزيد، والحكم بن العاص، و... الخ بموجب هذه الشائعة فإن الذين لعنهم رسول الله صار (مطهرين وزكاة أو زاكين) وهكذا فاقوا منزلة أهل البيت (الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا!!
وإذا كان لقول الرسول بعلي وأهل بيته قيمة، فلماذا لا يكون لقوله هذا بقادة التحالف قيمة، وهذا يعزز الشائعة الأولى التي أطلقها قادة التحالف بضرورة عدم حمل كلام الرسول على محمل الجد، وبالتالي عدم جدوى كتابته!!
ومن جهة أخرى فلن يعترض معترض على مروان بن الحكم أو على معاوية بن أبي سفيان إذا آلت إليهم الخلافة يوما ما! فإذا قال لمعاوية قائل: لقد لعنك رسول الله فكيف تتأمر على أمة محمد
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»