ذلك التاريخ لكن الكثير من أفراد هذا الجيش وقواده قد خرجوا بالدرجة الأولى للغنيمة وبتعبير أدق لغنيمة المغلوب حتى ولو كان محمدا. فمن جملة هذا الجيش طلقاء الفتح كأبي سفيان ويزيد ومعاوية ابناه، وأمثالهم. صحيح أنهم نطقوا بالشهادتين قبل أسبوع من خروجهم، ولكن تلفظهم بالشهادة لا يكفي وحده ليقاتلوا مع النبي. لقد خرجوا مع النبي ينظرون لمن تكون الدائرة فيصيبون من الغنائم، ولا يكرهون أن تكون الصدفة لمحمد وأصحابه وخرج أبو سفيان في أثر العسكر كلما مر بترس ساقط أو رمح أو متاع حمله وكانت الأزلام في كنانته حتى أوقر المغازي ج 3 ص 895 وخرج معه سادات البطون الذين نطقوا بالشهادتين. حتى أن بعض سادات البطون تعاهدوا أن يقتلوا محمدا إذا كانت الدائرة عليه. فشيبة بن عثمان بن أبي طلحة تعاهد مع صفوان بن أمية إذا رأيا على رسول الله دائرة أن يكون عليه فيقتلانه!!! راجع المغازي للواقدي ج 3 ص 909 ثأرا لأبويهما اللذان قتلا في بدر وأحد،!!!
وأنت فهمت طبيعة إسلام هؤلاء القوم يوم، سمعوا بلالا يؤذن على الكعبة لأول مرة بعد الانتصار وفتح مكة.
فجويرية بنت أبي جهل تيقنت إن ذكر النبي قد ارتفع حقا، وعزمت على الصلاة، ولكنها عبرت عن حقيقة مشاعرها ومشاعر سادات البطون عندما قالت (أما الصلاة فسنصلي ولكننا لا نحب من قتل الأحبة أبدا) وكان خالد بن أسيد يقول (الحمد لله الذي أكرم أبي فلم يسمع هذا أبدا) أي أكرمه بالقتل على الشرك فلم يسمع الأذان. والحكم بن العاص هذا والله الحدث الأعظم أن يصبح عبد بني جمح على بنيه أبي طلحة، وكان سفيان أكثر ذكاء فيقول أما أنا فلا أقول شيئا لو قلت شيئا لأخبرته هذه الحصباء، راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 846 ومع هذا فإنهم خرجوا مع جيش المسلمين، كمسلمين