المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٩٥
الإنتصار الأعظم واستسلام بطون قريش في الجاهلية كانت خزاعة حليفة لعبد المطلب جد الرسول، أعطاها عقده وعهده، وبطون مكة كلها تعلم ذلك، ولما جاء الإسلام اعتنقه الكثير من أفراد قبيلة خزاعة، وتعاطف مسلمهم ومشركهم مع النبي أثناء صراعه مع بطون قريش وهم الذين أخبروه بمسيرة الأحزاب، وعندما تم صلح الحديبية وخلت البطون بين محمد وبين العرب، فمن شاء دخل في عهد محمد وحلفه، ومن شاء دخل في عهد بطون قريش وحلفها، عندئذ قفز الحاضرون من خزاعة، وأعلنوا دخولهم في عقد محمد وعهده، وقالوا إنهم يفعلون ذلك نيابة عن خزاعة كلها ودخل من حضر من بني بكر في حلف قريش وقالوا إنهم يفعلون ذلك نيابة عن بني بكر كلها. وكان بين خزاعة وبني بكر عداوات قديمة هدأت ولكنها لم تزول وجاءت الشرارة التي أججت العداوة من جديد يوم هجا أنس بن زنيم الدبلي رسول الله، فسمعه غلام من خزاعة فضربه وشجه وذهب أنس إلى قومه فأراهم شجته فثاروا واعتقدوا أنها الفرصة الملائمة للانتقام من خزاعة وللثأر منهم، وكلمت بنو نفاثة قادة البطون بذلك فاستخفوهم، وساعدت البطون بني بكر بالسلاح والكراع والرجال سرا وفوجئت خزاعة بالهجوم عليها وهي لاهية لا تعرف شيئا وقتل 23 رجلا من خزاعة كان ذلك على رأس اثنين وعشرين شهرا من صلح الحديبية. وهكذا نقضت بطون قريش عمليا عهدها وعقدها مع النبي، وبالتالي ألغيت الهدنة، ورجعت حالة الحرب بين الطرفين، هكذا قيمت قريش الواقعة، وهكذا قيمها النبي وسمع النبي بهذا القدر، ثم خرج عمرو بن سالم الخزاعي في أربعين راكبا من خزاعة يضعوا النبي بالصورة ويخبرونه بما حدث ويستنصرونه، وقدم عمرو والرسول بين أصحابه في المسجد وأنشده
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»