على النبي وآله يفوق التصور والتصديق، ولم لا، فهي تعتبرهم مسؤولين عن قتل ابنها وأباها وأخاها وابن أخيها وسادات عمومتها، وابنها معاوية ويزيد، كانا يغليان بالحقد والكراهية على محمد وآل محمد، لقد توفرت في بيت أبي سفيان كل دواعي العجلة في الانتقام، وأمام ضغط الأسرة، وفيض مشاعر الحقد والإحباط حرم أبو سفيان الرهن حتى يثأر من محمد، فخرج في كوكبة أربعين فارسا أو مائتي فارس، ووصلوا إلى المدينة ليلا وحلوا ضيوفا على سلام بن مشكم اليهودي، واستقصوا أخبار النبي ومع الفجر خرجوا فقتلوا رجلا من الأنصار وأجيرا له، وأهلكوا حرثه، وحرقوا بيتين وأهلكوا حرثا في العريض، ثم ولوا مدبرين، واعتقد أبو سفيان أنه قد تحلل من يمينه، وأنه قد أوصل بنفسه رسالة ضمنية لمحمد ولآل محمد، بأن الثأر والانتقام لقتلى بدر قدر لا مفر. وسمع النبي بالخبر، وفهم مضمون الرسالة، فندب أصحابه لتعقب الغزاة، وتعقبهم بالفعل، ولكن الغزاة قد نجوا بالفرار.
ووصل ركب أبو سفيان سالما إلى مكة وأخذ يعد العدة للثأر والانتقام راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 181 والطبقات لابن سعد البحث عن طريق تجاري بديل التجارة عصب الحياة في مكة، وقوامها رحلتي الشتاء والصيف وأسهل طرق رحلة الصيف إلى بلاد الشام المرور من طريق المدينة المسلوكة والمختصرة والمرور من هذه الطريق مستحيل إلا بموافقة محمد، ومحمد لن يوافق إلا بالمفاوضة، وبطون قريش لن تفاوضه، لأن مفاوضتها معه اعتراف ضمني بوجوده، وهي لا تريد أن تعترف به.
وإلغاء رحلة الصيف كارثة، فالبديل الأوحد هو البحث عن طريق بديل، ودلهم فرات بن حيان العجلي على الطريق البديل وهي طريق العراق،، فجهزوا قافلة وأرسلوها عبر الطريق الجديد، وعلم النبي فأرسل زيد بن حارثة ومعه مائة راكب فأصابوا القافلة وفر حراسها وأسر الدليل فرات بن حيان. وهكذا أرسل الرسول رسالة ضمنية