المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٢٦
لئن لقيته لألحمنه السيف) راجع تاريخ الطبري المجلد الأول ج 2 ص 282.
ومثل حذيفة (حذيفات) والفرق بين حذيفة وغيره أن حذيفة صادق وعفوي، ولا يخفي من مشاعره شيئا، وغيره يتمتع بقدر من الدهاء، وضبط الأعصاب فيخفي مشاعره رغبة أو رهبة فهل يعقل أن يقتل خال عمر بن الخطاب، وأولاد عمومه أبي بكر وعمومه عثمان.... الخ ولا يترك قتلهم غصات في قلوب ذويهم!!
يمكن للدين أن يرشد الغصات، ولكنها أن تخفى أبدا ومن الممكن وبكل المعايير الإنسانية، أن تتهيج هذه الغصات كلما رأوا عليا وحمزة أو النبي أو أحد من بني هاشم، إن فكرة الثأر ضاربة الجذور في النفسية العربية، ونفس القتيل لا ترتاح ولا ترتاح نفوس ذويه، إلا إذا قتل القاتل أو أبعد تماما عن المسرح والأعين، وكيف يمكن إبعاد النبي، أو الحمزة أو علي ولي المؤمنين من بعد النبي!! ثم لنفترض بأن القاتل قد مات فإن ذريته مطلوبة، صحيح أن الذين قتلوا في بدر من البطون قد قتلوا على الشرك، وقتلهم واجب ديني ومن قبيل الدفاع عن النفس لكن تلك هي طبائع النفوس التي خرجتها مدارس الشرك عبر التاريخ انظر إلى قول أبي سفيان (وإني لأنا الموتور الثائر قتل ابني حنظلة وسادة أهل الوادي...) راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 125 وانظر إلى قول هند بن عتبة زوجة أبي سفيان، (لو أعلم أن الحزن يذهب من قلبي بكيت ولكن لا يذهبه إلا أن أرى ثأري من قتلة الأحبة) راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 124 ومن هم الذين قتلوا أحبة هند؟ هم النبي وحمزة وعلي!!! وهند لا تكتفي ذات يوم بقتل حمزة ولو بالقدر إنما تمثل به وتقطع أذنيه، وتشق بطنه، وتحاول
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»