المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٢٨
فجأة وبعفوية وأظهر ما كان يتصنع بإخفائه، وغمرة الفرح والسرور الذي غمر أباه وأجداده عندما قتل حمزة وعلي والحسن.
ولم يقصر الحاقدون حقدهم على محمد وعلى آل محمد بل حقدوا على كل الموالين لهم، فبعد 58 عاما على وقعة بدر أرسل مسلم بن عقبة رؤوس المتمردين على يزيد بن معاوية من أهل المدينة، وعندما ألقيت الرؤوس بين يديه جعل يتمثل بشعر بن الزبعرى ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل لعبت هاشم بالملك فلا * ملك جاء ولا وحي نزل راجع العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 390 وتاريخ ابن كثير ج 8 ص 224 تلك هي طبيعة النفوس الكارهة لمحمد ولآل محمد (إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك سيئة يفرحوا بها) كبر معاوية في الخضراء فكبر أهل الخضراء، ثم كبر أهل المسجد بتكبير أهل الخضراء، فخرجت فاختة بنت قرظة من خوخة لها فقالت لمعاوية (سرك الله يا أمير المؤمنين ما هذا الذي بلغك فسررت به؟ قال معاوية موت الحسن بن علي) راجع مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 478 - دار المكتبة العلمية وبالإجمال فإن نجاح النبوة الهاشمية، وتكرس التميز الهاشمي.
والجراح التي نتجت عن قتلى معركة بدر والغصات التي اعترضت حلوق الذين اتبعوا محمدا من بطون قريش تركت بصماتها على التاريخ الإسلامي
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»