المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٢٠
يتعذر عمليا على الإنسان أن يحب الذي قتل ابنه، أو أباه، أو جده، أو أخاه أو ابن أخيه، أو عمه أو ابن عمه، إن ذلك فوق طاقة النفس البشرية، صحيح أن الذي قتلهم قتلهم على الإيمان وجهادا في سبيل الله، بل ودفاعا مشروعا عن النفس، وصحيح أيضا أن عنوان الإيمان موالاة الله ورسوله، ومعاداة أعدائهما حتى ولو كانوا الآباء والأبناء والأخوة والذرية، ولكن هذا كله لا يمنع انفعالات النفس البشرية، وثورة أشجانها من حين إلى حين فمحمد هو الآمر، وعلي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب هما المنفذان اللذان نكلا بالبطون، فما من بطن إلا وتعددت فيه النوائح على قتيل أو مقتولين في بدر، والهاشميون بمعيار بطون قريش يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية، فلو سلموا محمدا للبطون، أو خلوا بين البطون وبين محمد، لما قتل الذين قتلوا، ولما تطورت الأمور إلى هذا الحد، كانت البطون القريشية تحسد محمدا وتحسد بني هاشم، وقد اتحدت لإفشال النبوة الهاشمية، ولو أد التميز الهاشمي، وهذا سر وحدتها واتحادها ضد محمد وضد بني هاشم وبعد هذا الذي حدث في بدر، وبعد أن فجعت البطون بفلذات أكبادها، وبعد أن رأت ما رأت من اندفاع علي بن أبي طالب، وحمزة بالإثخان، ومن رضا محمد بما فعل العملاقان، علي والحمزة، امتلأت قلوب أبناء البطون بالحقد على محمد وعلى علي بن أبي طالب، وعلى الحمزة خاصة، وعلى بني هاشم عامة. فجمعت بطون قريش مع الحسد لمحمد ولآل محمد، الحقد على محمد وعلى آل محمد
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»