المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٢٤
زعامة بطون قريش هم سادات تلك البطون الثلاثة، وحسب حسابات هذه البطون الثلاثة فإنها الأكثر تضررا من النبوة الهاشمية والتميز الهاشمي، وهذه البطون أيضا من أكثر بطون قريش حبا للوجاهة، وولعا بالتسلط. ومع أن هذه البطون الثلاثة لا تطيب نفوس بعضها لبعض، لأنها تطلب ذات الغنيمة وتركض خلف نفس الطريدة، إلا أن كراهيتهم لمحمد ولآل محمد أظهرتهم دائما بمظهر الفريق الواحد.
فكم تهارش أبو جهل وعتبة، وكم قرع أحدهما الآخر حيا وميتا لكنهما حاربا معا تحت نفس الراية، لأنهم بالضرورة فريق واحد، ومع أن بطون قريش كلها كانت تحسد محمدا وآل محمد وتكره تميزهم، ومع نشوب القتال وسقوط القتلى صارت بطون قريش تحقد على محمد وعلى آل محمد إلا أن هذه البطون الثلاثة كانت رمز حسد البطون وحقدها على محمد وعلى آل محمد.
حقد لا يزول وثأر بعد ثأر الأكثرية الساحقة من بطون قريش ومواليها ناصبت محمدا وآل محمد العداء، ورفضت النبوة الهاشمية والتميز الهاشمي رفضا قاطعا خلال المدة التي قضاها النبي في مكة قبل الهجرة، وكل البطون اشتركت بمؤامرة قتل النبي، وبإثم مطاردته عندما نجا من القتل. وقد وقد أسلم القليل من أفراد البطون ومواليها، وعندما هاجر الرسول لحقوا به مهاجرين، وتجمع في المدينة أكثر من مائة عنصر من عناصر البطون وشكلوا جماعة متميزة عن غيرها سميت بالمهاجرين وقد حاول الرسول مشفقا وبكل قواه أن يتجنب الصدام المسلح مع بطون قريش
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»