المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٠٥
الحرب عند العرب، لقائد الجيش السوري اللواء مصطفى طلاس كما نقلها عن سيرة ابن إسحاق، وراجع نظام الحكم في الشريعة والتاريخ للأستاذ ظافر القاسمي ص 31 وما فوق تدابير أخرى وفي نطاق تنظيم الشعب وتهيئة المجتمع للمواجهة أوجد رسول الله نظام المؤاخاة حيث آخى بين المهاجرين في مكة قبل الهجرة وآخى بينه وبين ولي عهده والإمام من بعده علي بن أبي طالب) وبعد أن تمت الهجرة آخى بين المهاجرين من مكة وبين أنصار المدينة وآخى بين ولي عهده علي بن أبي طالب) وإعمالا لمبدأ المؤاخاة أوجد نظام المشاركة والمواساة حيث قدم الأغنياء أجزاء من أموالهم إلى إخوانهم الفقراء، وحض على الإنفاق واعتبر الإنفاق أكبر مظاهر الإيمان، وشجع الفقراء على أخذ نصيبهم من أموال الأغنياء وذوي الفضل باعتباره حق شرعي لهم، وحض الأغنياء والفقراء على التكافل والتضامن معلنا أنهم شركاء في مال الله ورسم صورة شرعية لمجتمع الإيمان حيث اعتبره بمثابة الجسد الواحد، إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وتبع هذه التدابير مجموعة كبيرة من التشريعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية خلقت هذه التدابير مجتمعة حالة فريدة من التماسك والتعاضد بين الجماعة المؤمنة، وميزتها عن غيرها من الجماعات، وساعد على نجاحها أن رسول الله وهو قائد المجتمع كان مستوى معيشته لا يختلف عن مستوى أفقر أفراد الشعب
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»