ترتيب أوضاع الدولة الإسلامية وإعدادها للمواجهة 1 - المواجهة مع بطون قريش قدر محتوم النبي العظيم متيقن أن نجاته من مؤامرة القتل، وإفلاته من مطاردة خيل البطون ورجلها لم يضع حدا لحالة المواجهة بينه وبين زعامة بطون قريش. وأن هذه الزعامة الفاسدة لن تقبل بالتطورات الأخيرة والتي أسفرت عن ميلاد كيان سياسي جديد في المدينة المنورة وما حولها برئاسة محمد الذي تعتبره عدوها اللدود. وبالتالي فإن زعامة البطون لن تعترف بهذا الكيان الجديد بأي وجه من الوجوه، ولن تخلي بين محمد وبين العرب، بل ستتابع استغلال نفوذها الأدبي عند العرب لتصدهم عن محمد وعن دينه، ولتحرضهم عليه. وزيادة على ذلك فإن زعامة البطون ستتصدى بالذات لمقاومة محمد والصدام معه ومحاولة القضاء عليه وعلى دينه نيابة عن العرب الذين لم يوكلوها بذلك.
مما يعني أن استمرار المواجهة وتصعيدها بين النبي ومن والاه وبين زعامة بطون قريش ومن والاها، قدر محتوم، وأمر لا ريب فيه.
فمن الطبيعي والحالة على هذه الشاكلة أن يبدأ النبي مبكرا باستعداده لهذه المواجهة، ولمواجهات أخرى محتملة جدا مع فئات أخرى تتعارض مصالحها مع الإسلام ومع نبيه. وقد رأى صلى الله عليه وآله وسلم أن أولى أولوياته هو ترتيب الأوضاع الداخلية في الكيان السياسي الذي وجد نفسه رئيسا له.