دخل النبي الغار وقضى فيه ثلاثة أيام، حتى يئست زعامة البطون من العثور عليه وبعد ذلك شق طريقه بيمن الله ورعايته إلى عاصمة دولته المباركة، ولتستيقن قريش أن ليس في الأمر سحرا، شاهد سراقة أحد الطامعين بالجائزة محمدا وهو يتابع رحلته المباركة، وحاول سراقة أن ينال الجائزة، ولكنه رأى من المعجزات، ما أجبره على الاقلاع عن محاولاته، وكان هلاكه مؤكدا لو لم ينزع من ذهنه أمر الحصول على الجائزة، وأخيرا قال رسول الله لسراقة (كيف بك يا سراقة إذا سورت بسواري كسرى) (6) رجل مشرد ومطارد يعد أحد مطارديه بسواري أعظم ملك من ملوك الأرض آنذاك!!! لكن الرجل لا ينطق عن الهوى، يعرف ما يريد ويسعى بخطى متلاحقة لتحقيق ما يريد وقبل أن يغادر النبي مكة وقف على المروة، وناجى مكة قائلا (إني لأعلم أنك أحب البلاد إلي، وأنك أحب أرض الله إلى الله، ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت) 7 قتلة وإن لم يقتلون لقد خططت زعامة بطون قريش لقتل النبي، وجهزت القتلة بأسلحة الجريمة، ووضعتهم بالمكان المخصص لارتكاب الجريمة، وأعطتهم الأوامر، ليضربوا النبي جميعا ضربة رجل واحد عندما تقع أبصارهم عليه، فيقتلوه، ولكن النبي نجا من المؤامرة بسبب لا يد للقتلة فيه، وهكذا تمت جريمة الشروع في القتل وبقيت صفحة سوداء بتاريخ زعامة بطون قريش.
وعندما نجا النبي استنفرت بطون قريش خيلها ورجلها