وخصصت جائزة كبرى لمن يقبض على النبي حيا أو ميتا، وأباحت دم النبي، وفوضت أي قريشي أو حبشي أو أي عبد من عبيدها أو مولى من مواليها أن يقتل محمدا بعد أن استنفرت كل مكان مكة ولكن الله نجى نبيه من القتل لسبب لا يد لزعامة بطون قريش فيه، وهكذا تمت جريمة الشروع بقتل النبي ثانية وبقيت صفحة سوداء في تاريخ زعامة البطون.
ومن المفارقات المفجعة أن زعامة البطون هذه فيما بعد زعمت أنها أولى بالخلافة من آل محمد لأن محمد من بطون قريش!! (8) وخططت تلك الزعامة بليل واستولت على السلطة الإسلامية بالغصب والتغلب، وأقنعت الناس بالقوة بأنها الأولى بالحكم لأن محمدا منها، وافتخرت على العرب بذلك في الوقت الذي قتلت فيه آل محمد تقتيلا ونكلت بهم تنكيلا وهم وحدهم الذين حموا محمدا من شر البطون، وحاربوا البطون 19 عاما دفاعا عن محمد!! إن هذا لأمر عجاب صحيح أن بطون قريش لم تقتل النبي لسبب لا يد لها فيه، لكنهم قتلة وإن لم يقتلون، وسنرى فيما بعد كيف تذبح زعامة البطون أبناء محمد بأعصاب باردة وبلا رحمة.