المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٧٨
الاتفاق على قتل النبي والشروع بقتله فعلا لقد اقتنعت زعامة بطون ال 23 أن أسهل الطرق للقضاء على محمد ودعوته وإجهاض النبوة الهاشمية تتمثل بقتل محمد فتموت بموته الدعوة الإسلامية، وتتحول النبوة الهاشمية إلى نادرة من نوادر العرب، ولكن زعامة البطون كانت تخشى الانتقام الهاشمي ولتبلوا زعامة البطون جدية الموقف الهاشمي في حالة إقدامها على قتل محمد، أشاعت تلك الزعامة يوما بأن محمدا قد قتل، وصعق الهاشميون، وظنوا أن الإشاعة حقيقية عندئذ جمع عميد البطن الهاشمي أبو طالب الهاشميين، وأعطى كل واحد منهم حديدة صارمة، وأمر كل واحد أن يقف خلف زعيم من زعماء البطون وأن ينتظروا إشارة منه ليقضي كل هاشمي على الزعيم الذي يقف خلفه، وبينما هم على هذه الحال، إذ أقبل النبي وتبين للهاشميين أن نبأ قتل النبي إشاعة، عندئذ نهض أبو طالب وأخبر زعامة البطون عما كان ينوي فعله، وأردف متوعدا والله لو قتلتموه ما أبقيت منكم أحدا حتى نتفانى وإياكم (1) عندئذ أدركت زعامة البطون جدية الموقف الهاشمي، واضطرت أن تستبعد فكرة قتل النبي مؤقتا، وأن تجرب وسائل أخرى للقضاء على الداعية والدعوة.
فضيقت على الذين اتبعوه من أبناء البطون، وعذبت الذين اتبعوه ممن لا بطون لهم تحميهم عذابا أليما، وحاولت أن تمنع الجميع من مغادرة مكة، وأن تفرض عليهم الإقامة الجبرية لتضمن السيطرة التامة على تصرفاتهم، وبنفس الوقت كشفت إشاعاتها وأكاذيبها التي تنصب على أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»