تنفيذ مؤامرتهم.
الشروع بالقتل ونجاة النبي زعامة بطون قريش لا تترك الأمور المتعلقة ببني هاشم وبالنبي للصدفة، في دار الندوة اتفقت زعامة البطون على قتل النبي، ووضعت خطة القتل، وتطرقت لأدق التفاصيل، ومهمة الفتية الذين تم اختيارهم من كل البطون تتلخص بتنفيذ خطة الجريمة. وتقضي الخطة بمراقبة البيت المبارك الذي يقيم فيه النبي، حتى إذا ما خيم الظلام وهجع السامر، زحف فتية البطون بعزم وهدوء، وطوقوا البيت المبارك، فإن خرج النبي خلال فترة التطويق انقضوا عليه بسيوفهم وضربوه ضربة واحدة، وإن لم يخرج خلال مدة معقولة، دخلوا عليه البيت جميعا وضربوه وهو نائم ضربة رجل واحد. وقرار زعامة البطون واضح بأن تلك الليلة يتوجب أن تكون آخر ليالي محمد من الحياة. فالأمور مرتبة ترتيبا محكما، ولا طاقة لبني هاشم على مواجهة البطون، خاصة بعد موت سيدهم وعميدهم شيخ البطاح أبي طالب. كل شئ جهزته البطون لتنفيذ الجريمة وبأعصاب هادئة، مع أن محمدا من قريش، ومع أن الهاشميين بنو عمومتهم، ولكن عندما يتمكن الحقد من النفوس، فإنها تبور ولا شئ يصلحها.
هيأ الرسول نفسه للهجرة والخروج من مكة، وكلف ولي عهده والإمام من بعده علي بن أبي طالب، يتدثر ببرد النبي الحضري الأخضر، وأن ينام في فراش النبي ليوهم المتآمرين القتلة أن النائم هو النبي وليس عليا، فينشغلوا عنه،. وكلف النبي ولي