قد آن لك يا أبا طالب أن تذكر العهد، وأن تشتاق إلى قومك وتدع اللجاج في أمر ابن أخيك) 11 كانت زعامة الكفر تتصور أن أبا طالب جاء ليعلن استسلامه واستسلام بني هاشم، وأنه لا يدري كيف يعلن هذ الاستسلام، فابتدأت زعامة البطون بالقول لتسهل إعلانه!
وطلب أبو طالب من زعماء معسكر الشرك إحضار الصحيفة، - وتصورت زعامة البطون إنه لم يبق بينها وبين إعلان الاستسلام إلا قاب قوسين، ولما حضرت الصحيفة أشار إليها أبو طالب وقال أليست هذه صحيفتكم على العهد التي ذكرتموها فيه؟ فقالت زعامة البطون نعم. قال أبو طالب: فهل أحدثتم فيها حدثا؟ قالت زعامة البطون: اللهم لا المعجزة ونهاية الحصار والمقاطعة قال أبو طالب: لقد أعلمني محمد عن ربه أن الله قد بعث الأرضة فأكلت كل ما فيها إلا ذكر الله، أفرأيتم إن كان صادقا ما تصنعون؟
قالت زعامة البطون: نكف ونمسك. قال أبو طالب: فإن كان كاذبا دفعته إليكم تقتلونه. فقالت زعامة البطون قد أنصفت وأجملت.
وفضت الصحيفة فإذا كل ما فيها قد محي إلا مواضع اسم الله عز وجل، وبهتت زعامة الشرك، ولكنها جادلت بالباطل. وقالت إن هذا إلا سحر مبين) 12 وعلى أثر هذه المعجزة أسلم عدد من الناس، وأعلن أبو طالب إنه لن يبق محاصرا وهو على الحق، واهتزت شرعية الحصار والمقاطعة