المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٧٩
كاذب فيما ادعاه من خبر النبوة، والرسالة، والكتاب، وأن هذا الذي يتلوه محمد عليهم، ما هو إلا أساطير الأولين.
واستغلت بطون قريش نفوذها على العرب، ونفرتهم من محمد، وشككتهم به، وبالقرآن، وبمضامين القرآن، ونسبته إلى السحر، والكهانة، والشعر، وألصقت به تهم الكذب، والافتراء على الله تعالى...
وأدركت البطون أهمية الدور الهاشمي باستمرار الدعوة، وحماية الداعية،؟ ذهنيتها المريضة عن فكرة الحصار والمقاطعة لتضطر الهاشميين ليتخلوا عن محمد، وليقبلوا بفكرة تسليمه للبطون، وكتبت صحيفتها الظالمة، وتعاهدت وتعاقدت على ذلك وحملت الصحيفة أختام ثمانين زعيما من زعماء البطون، وعلقت في جوف الكعبة لخلع القداسة على هذا التعاقد. وبعد ذلك حصرت البطون ال 23 البطن الهاشمي في شعب أبي طالب وقاطعته ثلاث سنين، عانى الهاشميون خلالها الأمرين فأكلوا ورق الشجر من الجوع ومص أطفالهم الرمال من العطش واكتووا بنار الحصار والمقاطعة ثلاث سنين،. ثم جاء الفرج، ورفع الحصار، ورفعت المقاطعة بالكيفية التي بسطناها في الفصل السابق.
وزعامة البطون لا تتوقف عن مراقبة تحركات النبي، واتصالاته المستمرة بقبائل العرب، ونتائج هذه الاتصالات، وقد تأكدت زعامة البطون أن محمدا قد نجح هذه المرة بإقامة قاعدة له في يثرب وأن عددا من أهلها لا يقل عن سبعين رجلا قد اتبعوا دينه، واتفقوا معه على أن يهاجر النبي إليهم، وعاهدوه على أن يحموه كما يحمون أنفسهم، وشاع أن عددا كبيرا من أهل يثرب غير هؤلاء قد دخلوا الإسلام، وأن محمدا يتأهب للهجرة
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»