عهده أيضا أن يتولى تأدية الأمانات الموجودة عند الرسول إلى أهلها وبعد أن يفعل ذلك، يحمل أهل النبي ويتبعه مهاجرا إلى المدينة المنورة وبعد أن رتب النبي أموره، ودع ولي عهده وأهل بيته وخرج مهاجرا، شاهد النبي المتآمرين القتلة يحيطون بالبيت المبارك إحاطة السوار بالمعصم، ويطوقونه تطويقا كاملا، بحيث يتعذر الدخول أو الخروج من البيت، وقف النبي وقرأ (يس والقرآن الحكيم...... وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) ثم سار النبي بخطى ثابتة وبقلب ملئ بالإيمان، وتخطى القتلة، فلم يبصروه (4) ثم تابع طريقه إلى المدينة يرافقه أبو بكر ابن أبي قحافة، وعبد الله بن أريقط وطال انتظار المتآمرون، ولم يخرج النبي، وبدأت الوساوس تعمل في صدورهم، لقد انبلج الفجر، ولاحت الدنيا، ومن المستحيل أن يتأخر خروج محمد إلى هذا الحد، واقتحموا بيت النبي، ودخلوا الحجرة المقدسة، واقتربوا من فراش النبي وكشفوا الغطاء، فإذا النائم بفراش النبي علي وليس محمدا فهاج القتلة، وسألوا عليا عن النبي فقال لهم علي بهدوء المؤمن ورباطة جأشه (قلتم له أخرج عنا فخرج عنكم) (5) أحيطت زعامة بطون قريش علما بما حدث، فهاجت وماجت وجن جنونها، فأطلقت فرسانها ورجالها ليبحثوا عن محمد وليعودوا به حيا أو ميتا، وخصصت جائزة كبرى مقدارها مائة ناقة لمن يقبض على محمد، وبذلت زعامة بطون قريش كل وسعها للقبض على محمد ولكنها فشلت ولم تفلح، حيث
(١٨٢)