الأنبياء، ولولاهم لما قامت للإسلام قائمة، ولكان شأن الإسلام كشأن غيره من دعوات الحق التي جاء بها النبيون والتي أجهضت من قبله، ولكن الله تعالى أراد أن يظهر دينه، وأن يتحمل البطن الهاشمي أعباء مرحلة التأسيس الحاسمة.
فشل الحصار والمقاطعة استمر الحصار ثلاث سنوات عانى فيها الهاشميون الأمرين، وتحملوا ما لم يتحمله بشر، وكان يكفيهم أن يخلوا بين محمد وبين بطون قريش، أو أن يسلموا محمدا لقيادة تلك البطون، عندئذ يتجنبون مواجهة بطون قريش التي رمتهم بقوس واحدة وينجون من العذاب الأليم الذي مسهم أثناء فترة الحصار والمقاطعة لكن تسليم الهاشميين لمحمد، أو تركه للبطون لتقضي فيه بأمرها، أمر لا يتفق مع طبيعة أبي طالب عميد البطن الهاشمي آنذاك، ولا يتفق مع الطبيعة الهاشمية، من هنا فقد جدوا وصابروا واحتسبوا وجاء الفرج فأوحى الله تعالى لنبيه إن الله قد أرسل حشرة على صحيفة الحصار والمقاطعة فأكلت تلك الحشرة كل ما كتب فيها عدا ما كان فيها من اسم الله، وما أن انتهى جبريل من إلقاء تلك البشارة العظيمة حتى نهض رسول الله فأخبر عمه بتفاصيل خبر السماء هذا عندئذ توجه أبو طالب ومحمد ومعهما الهاشميون إلى البيت الحرام، وسمعت بطون قريش بعودة أبي طالب ومحمد والهاشميون وبتجمعهم حول الكعبة، فأقبلت بطون قريش لتقف على حقيقة الأمر، ولما اكتمل جمعها قالت زعامة الشرك لأبي طالب