لها، ولست أدري كيف نشأ تصور الحصار والمقاطعة في ذهن زعامة الشرك، ولا من الذي أوحى لها بهذا التصور وحدد معالمه ومداه، لكن الأقرب إلى المنطق أن بطون قريش أدركت أن قتل محمد مكلف، وأن الهاشميين جادون في موقفهم، وأنه ليس بإمكان قريش أن تدع محمدا وشأنه، فالناس يدخلون في دينه، ومن يدخل بهذا الدين لا يخرج منه، وإذا تركوا محمدا وشأنه، فستنموا دعوته وسيتكاثر أتباعه، فإذا أصبح قتل محمد مستحيلا بسبب الموقف الهاشمي، فيجب أن تتحد البطون على مقاطعة بني هاشم ومواليهم وعبيدهم وحصرهم في شعاب أبي طالب حتى يركعوا فيسلموا محمدا للبطون فتقتله، وعلى هذا أجمعت بطون قريش ال 23 بقيادة البطن الأموي الذي يلتقي مع البطن الهاشمي بالجد الثالث (عبد مناف) صحيفة الحصار والمقاطعة اجتمع زعماء معسكر الشرك (قادة بطون قريش ال 23) واتفقوا على أن يحصروا محمدا وبني هاشم وبني المطلب ومواليهم في شعب أبي طالب وتعاهدوا أن يقاطعوا النبي وأبا طالب وبني هاشم وبني المطلب مقاطعة اقتصادية واجتماعية كاملة وأن لا يبايعوا أحدا من بني هاشم ولا يناكحوهم ولا يعاملوهم أبدا حتى يقوم الهاشميون بتسليم محمد لبطون قريش فتقتله، واعتبروا ذلك عقدا وعهدا، وكتبوا به صحيفة مهرت بتواقيع ثمانين من زعماء بطون قريش ال 23 ولإضفاء القداسة والجدية
(١٧٠)