في النفوس، وعاد النبي وأبو طالب والهاشميون إلى مكة وفشلت تماما فكرة الحصار والمقاطعة، وتكرست الرجولة الهاشمية، والتميز الهاشمي وبالرغم من التعتيم الإعلامي على تلك المعجزة، فقد انتشرت وسمع بها العرب. مثلما سمعوا بأنباء الحصار والمقاطعة فضل على كل مسلم لقد كان الموقف الهاشمي بزعامة أبي طالب نقطة تحول كبرى في تاريخ الإسلام، فلولا الموقف المشرف لبني هاشم لقتلت بطون قريش محمدا، ولما قامت للإسلام قائمة، ولكن الله تعالى أناط الهاشميين تحمل أعباء مرحلة المواجهة الحاسمة والتأسيس، وشرف أبا طالب بعبء قيادة الهاشميين في هذه المرحلة، وساعدهم بعونه على حماية الدعوة والداعية، وجعل لبني هاشم عامة فضلا عن كل مسلم ومسلمة إلى يوم الدين، وأقام رباطا عضويا بين ماضي الدعوة وحاضرها ومستقبلها، ومد الفضل الهاشمي مدا عظيما ولم يجعله راكدا فجعل الصلاة على محمد وعلى آل محمد جزءا من الصلاة المفروضة على العباد فمن لم يصل عليهم لا صلاة له على حد تعبير الشافعي. وفي ذلك تتويج لصدارتهم، وتقدمهم في كل الأزمان، لقد شاءت حكمة الله أن يكون لأبي طالب الباع الأطول بهذه المرحلة، وأن يكون لأولاده وأحفاده مركز الصدارة في جميع المواجهات التي جرت في جميع المراحل.
ومن المهازل ومن المهازل التي تثير قرف النفوس البشرية، إن القوى التي سيطرت