المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٦٥
اختص الهاشميون بشرف النبوة ونالوا فخرها، عندئذ يتعذر على البطون أن تحصل على مفخرة مشابهة لمفخرة النبوة، فتقع الطامة الكبرى، ويتكرس التميز الهاشمي وتختل الصيغة السياسية الجاهلية، القائمة على التوازن بين البطون) 1 2 - ثم إن قيادة معسكر الشرك اعتبرت النبوة طريقا للملك ليس ملك قريش فقط إنما ملك العرب، فإذا اعترفت بطون قريش بنبوة محمد الهاشمي فسيصبح سيد قريش وتتبعه العرب فيمسى سيدا للعرب كلها عندئذ يجمع الهاشميون شرف وفخر النبوة مع شرف وفخر الملك ويتحقق التميز الهاشمي إلى الأبد، وعلى الرغم من أن بطون قريش ال 23 قد دخلت الإسلام فيما بعد إلا أنها بقيت مسكونة بهذه التصورات المريضة) 2 3 - كانت بطون قريش ال 23 تشترك بحسد بني هاشم وتكره أن يأتيها الهدى عن طريق هاشمي فالظلام أحب إليها من نور يأتيها عن طريق هاشمي. تلك حقيقة يصل إليها حتما وبالضرورة كل من وقف على مفاصل الحادثات التاريخية هدف معسكر الشرك ينصب هدف معسكر الشرك المكون من بطون قريش ال 23 على الرفض التام والمطلق للنبوة الهاشمية وتبعا لذلك رفض الرسالة، ورفض الكتاب الإلهي (القرآن الكريم) لأنها وصلتهم عن طريق الهاشميين، وتعميم فكرة الرفض المطلق هذه على سكان مكة خاصة وعلى قبائل العرب ومواليها وعبيدها عامة، وذلك
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»