المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٦٩
لقد اقتنعت زعامة معسكر الشرك أن إقدامها على قتل محمد بهذه الظروف يعني إشعال حرب أهلية بين البطن الهاشمي وبطن بني المطلب الذي تضامن مع الهاشميين وبين بقية بطون قريش ال 23، وإذا اشتعلت هذه الحرب فستأتي على قريش كلها، ويبقى الفخر والشرف مع الدمار والأشلاء فأحجمت عن القتل إلى حين ومن هنا انصبت مطالبها على تسليم محمد، أو أن يخلي الهاشميون بين البطون وبين محمد، ورفض الهاشميون بلسان عميدهم أبي طالب هذين المطلبين جملة وتفصيلا الهاشميون هم العدو وليس محمدا أدركت زعامة معسكر الشرك أن عدوها اللدود هو البطن الهاشمي، فلولا هذا البطن لحققت زعامة الشرك الانتصار السريع على محمد ودعوته لذلك فكرت هذه الزعامة بطريقة حاسمة تجنب قريش إراقة الدماء وتركع نهائيا البطن الهاشمي، وتجبره على التخلي عن محمد لتتمكن قريش من تصفية حسابها معه.
فكرة الحصار والمقاطعة فكرة الحصار والمقاطعة، فكرة جديدة على العرب عامة وعلى بطون قريش خاصة، ورغم تنقيبي المتواصل عن الفكرة إلا أنني لم أجد في تاريخ العرب وقريش خاصة حالة مشابهة
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»