المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٧١
على هذا التعاقد والتعاهد، علقوا الصحيفة في جوف الكعبة في السنة السابعة من النبوة خلال شهر محرم) 10 الهاشميون يعانون في الشعب وبطون قريش تتفرج انحاز الهاشميون باستثناء أبي لهب، وبنو المطلب بن عبد مناف إلى أبي طالب ودخلوا في شعبه أو شعب بني هاشم، ولم يكن يصل إليهم أي شئ من الطعام إلا ما يتسرب إليهم سرا من بعض المتعاطفين معهم، واستمر الحصار ثلاث سنوات، أنفقت خلال هذه المدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول كافة أموالها وأنفق أبو طالب وبنوه كل ما عندهم، واشتد الأمر على الهاشميين، وعلى المطلبيين وعانوا الحرمان والجوع وأكلوا نباتات الأرض، واضطر أطفالهم أن يمصوا الرمال من العطش، وكانت بطون قريش تشاهد معاناة الهاشميين وتتلذذ بها، وتتفرج دون أي إحساس بالحرج، وكان على رأس المتفرجين بنو أمية، وبنو تيم وبنو عدي، وبنو مخزوم، وبنو نوفل... الخ كان مطلب بطون قريش من بني هاشم ينحصر في تسليم محمد لهذه البطون لتقتله، وتضع حدا لدعوته ولدين الإسلام.
ولكن الهاشميين لم يركعوا ولم يستسلموا ولم يعطوا الدنية إنما تحملوا ما لم تتحمله أية قبيلة من قبائل الكرة الأرض في سبيل محمد وفي سبيل دينه فلولاهم لقتلت البطون محمدا كما قتل غيره من
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»