المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١١٣
أن يفتح مكة، وأن يعلن انهيار جبهة الشرك وهزيمتها الساحقة النهائية، وأن يجبر قائد هذه الجبهة وأركان قيادته على الاستسلام، ولتحقيق هذه الأهداف جهز الرسول عشرة آلاف مقاتل، ورتب أموره ليفتح مكة، ويحقق الأهداف التي رسمها بدون إراقة دماء، وهكذا كان وبفتح مكة انهارت عمليا جبهة الشرك، وحذف هذا المصطلح من الخارطة السياسية نهائيا واستسلم قائدها العام أبو سفيان مع أركان قيادته أولاده معاوية ويزيد وعتبة وسادات بني أمية وسادات البطون وكان تصرف النبي مع المغلوبين بحجم خلقه العظيم فقال لقادة جبهة الشرك ولمن والاهم من سكان مكة: اذهبوا فأنتم الطلقاء) 21 والتصق نعت الطلقاء بهم ولم يقوموا على التخلص منه حتى بعد أن نجح انقلابهم فيما بعد وقبضوا على مقاليد الأمور بالقوة والتغلب، وصاروا رسميا قادة المسلمين بقوة السلاح!!!
وبفتح مكة تغيرت الخارطة السياسية كليا، وأصبحت الدولة الإسلامية هي القوة الحقيقية الوحيدة في بلاد العرب، وسمع كل العرب باستسلام قادة بطون قريش، وشعرت قبائل العرب أنها صارت في حل من مجادلة البطون، وأنه ليس هنالك ما يحول بينها وبين إدراك مصالحها من خلال استسلامها أو إسلامها بعد أن بهرتها العبقرية المحمدية، وتوصلت إلى قناعة عقليات مفادها (أن آلهة العرب جميعا آلهة زائفة، وأن الإله الحقيقي هو إله محمد، والأقرب أن محمد رسول الله، وأن مصالحها تقتضي الفرد من الرجل وأن تستسلم له أو تسلم معه، فاتجهت إليه كل القلوب بقوة الانبهار، وحوافز البحث عن الحلم المفقود واغتنم النبي الفرصة وأراد أن يصفي ما تبقى من أركان الشرك فاتجه هنيهة، ومعه كاثرة من المسلمين سكرى بزهو النصر وفاجأهم عدوهم فولوا مدبرين، ولكن النبي وأهل بيته ثبتوا، حتى
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»