على كافة بلاد المسلمين، فكان الخطباء يلعنون عليا وأهل البيت في كل خطبة ومستهل كل درس، وعمم الأمويين على كافة حكامهم ورعاياهم أن انظروا فمن ثبتت موالاته لأهل بيت محمد فامحوا اسمه من ديوان العطاء، ولا تقبلوا له شهادة، وإن استمر فاهدموا داره، واقتلوه) 119 ولو حق الذين يوالون أهل بيت النبوة وذبحوا وبغير رحمة) 120 وظلت هذه السنة متبعة حتى جاء عمر بن عبد العزيز فألفاها بمرسوم ملكي ونادى العباسيون بعدالة قضية أهل بيت النبوة، وعرضوا للناس ما لحق بأهل البيت فاستقطبوا حولهم الناس، وتمكن العباسيون من القضاء على الحكم الأموي بالقوة ومن التملك على رقاب الناس بالقوة تماما كما فعل الذين من قبلهم وبعد أن تحقق لهم ذلك، تنكروا لأهل بيت النبوة، ونكلوا بهم تنكيلا يفوق التنكيل الأموي) 121 ونكلوا بمن يواليهم أو ينادي بحقهم بالحكم. وضعف العباسيون، وانفرد كل والي بولايته، وظهر العثمانيون وبالقوة والتغلب قبضوا على مقاليد الأمور وحكموا لأنهم غلبوا، وتابع العثمانيون سيرة الذين من قبلهم فنكلوا بمن يذكر بحق أهل بيت النبوة بالقيادة، وتوارث العثمانيون الخلافة كما توارها الذين قبلهم حتى سقط آخر سلاطين بني عثمان بالغزو الغربي وبسقوطه سقط نظام الخلافة التاريخي) لقد انقرض الصحابة، والتابعون، وسقط نظام الخلافة، وتداعى أهل النخوة من العلماء لإعادة نظام الخلافة التاريخي، والطريقة المثلى برأيهم أن يستقطب هذا العالم أو ذاك الناس حوله حتى إذا أن من نفسه القوة انقض على الحكم وأقام حكما بديلا له كما فعل الذين من قبله وظهر الوهابيون، وظهر الإخوان المسلمون، وظهر التحرير... الخ ونسجوا على منوال الذين قبلهم بتجاهل أهل بيت النبوة
(١٢٩)